بسم الله الرحمن الرحيم
سعاد طالبة جامعية ، في كلية الهندسة ، في السنة الدراسية الاخيرة ، وهي على وشك التخرج ، وكما خططت هي وخطيبها ستتزوج حال تخرجها ، ولكنها تعاني من شعور غريب ، خاصة بعد حادث السير المروع الذي توفت فيه احدى صديقاتها التي كانت ترافقها قادمة من سوريا وهي تحضر لجهاز عرسها ، فهي تشعر بنوع من الخدر الداخلي ، وعواطفها مضطربة ، ولم تعد تستطيع التركيز في شيء ، واصبح نومها صعباً وحتى لو نامت فهي ترى الكثير من الكوابيس ، ولم تعد بعض صور الحادث تفارق ذهنها.
ما الذي يحدث ؟
يعد الخوف من أهم المشاعر لتي تنتاب الانسان ، ويهدف هذا الشعور لتوليد حالة من تغير في التوازن للجسم و العقل نتيجة الشعور بالتهديد و الخطر ، بحيث يسعى الانسان لحماية نفسه ، ولكن في لحظات قد يكون هذا الشعور فوق طاقة الإنسان و أكثر مما يستطيع احتماله ، فتظهر اعراض الصدمة .
ما هي الصدمة ؟
حالة إنفعالية تأتي كأستجابة لحدث ما فوق طاقة احتمال الإنسان ، يرافقها إنفعال الجسم و العقل ، ومن ثم تظهر اعراض من القلق و الخوف ، مع شعور بالخدر الداخلي ، و تغير في القدرة على ممارسة انشطة الحياة اليومية ، وفقدان للتركيز و القدرة على التعامل مع المواقف التي تحتاج تركيز ، مع ذكريات للحظة الصدمة تقتحم تفكير الشخص .
هل يعتبر الشعور بالصدمة أمراً سيئاً ؟
كل أنسان من الممكن أن يواجه صدمة بسبب موقف معين مثل حادث سير او في تلقي خبر الاصابة بمرض خطير أو في ظروف الحرب ، لكن قد تكون شدة الحدث اعلى مما يستطيع الشخص احتماله ، فتظهر اثار الصدمة ، إلا ان الخوف غير المناسب يكون بشكل انفعال زائد عن ما يتطلبه الموقف ، أو متكرر بشكل كبير بسبب مواقف لا تستحق ذلك ، و يستغرق فترة اطول مما يجب ، ويعيق ممارسة الحياة الطبيعية للشخص بمستوى معين .
ما يرافق الخوف من آثار :
اريد ان اغير سلوكي ولكن ؟؟؟
ماذا يحتاج الناس لتغيير سلوكهم ؟
1 ) مرحلة ما قبل العزم
يرغب الشخص بتغيير سلوك ما بسبب ضغط الاخرين عليه ، فالشخص لا يرى ان لديه اي مشكلة فعلاً ، ولذلك فالتغير بسيط وغير مستمر ، وقد يكون الشخص يرفض التغيير تماماً .
لتجاوز المرحلة ( مواجهة الشخص ، تسجيل وقائع ، التعريف بالعواقب ، الاستعانه بشهود ، القراءة أو مشاهدة اوضاع مشابهة )
2 ) مرحلة العزم
يشعر الفرد بوجود مشكلة ما ، ويكون هنالك الكثير من التسأل حول مشكلته ، وقد يحددها بدقه ، وقد يشعر الشخص انه قد لا يستطيع التغيير ، علماً ان هنالك اشخص يمضون عدة سنوات في مرحلة العزم دون محاولة حقيقية لمعالجة المشكلة .
لتجاوز المرحلة ( تجارب الاخرين ، السؤال و البحث ، القراءة ومشاهدة نماذج ، النعرف على عواقب الامور ، التحفيز الذاتي )
3 ) مرحلة التحضير
وهنا يعقد الفرد العزم بصدق على التعامل مع مشكلته ، لكن الفرد لم يتخذ اي خطوة بعد ، لكنه مستعد للبدء .
( البحث عن مصادر المساعدة ، البحث عن قصص مساعدة حقيقية ، البحث في مدى القدرة على التعامل مع المشكلة )
4 ) مرحلة العمل
وهي مثل الإنتقال من تشغيل محرك السيارة لقيادتها ، وتحمل هذه الفترة الكثير من الاساليب في طياتها للتعامل مع المشكلة ، من خلال تعديل اسلوب الحياة ، تعلم المهارات المناسبة ، تقليل عدد تكرارات المشكلة ، النظر في عواقب الأمور ، والتعرف على مثورات المشكلة للتعامل معها ، وقد يمر الشخص خلال هذة الفترة بعدة صعوبات او انتكاسات ، لكن المهم ان يسير حتى انهاء هذة المرحلة ليحقق النجاح.
( تعلم المهارات ، تدوين مسار هذة المرحلة للفائدة ، تقبل الانتكاسات البسيطة ، عدم الخوف من اي تراجع و الابقاء على السير للأمام )
5 ) مرحلة المحافظة
وسميت بذلك لسعي الشخص على المحافظة على ما تعلمه من مهارات أو ما تدرب عليه ، و ابقاء التقدم و التحسن الذي حققه خلال فترة العمل ، واهم ما يجب تعلمه في هذة المرحلة هو ( مهارات منع الإنتكاس ) ، وبذلك يحقق الشخص التقدم المرغوب و القدرة على التعامل مع السلوك الذي يرغب بتغييره .
( القدرة على التعامل مع المسببات ، مهارات معرفة مسببات التراجع ، الواقعية في تقبل الوضع ، نمط حياة مناسب )