الصدمة النفسية

الصدمة النفسية

الدكتور يوسف مسلم

بسم الله الرحمن الرحيم

    سعاد طالبة جامعية ، في كلية الهندسة ، في السنة الدراسية الاخيرة ، وهي على وشك التخرج ، وكما خططت هي وخطيبها ستتزوج حال تخرجها ، ولكنها تعاني من شعور غريب ، خاصة بعد حادث السير المروع الذي توفت فيه احدى صديقاتها التي كانت ترافقها قادمة من سوريا وهي تحضر لجهاز عرسها ، فهي تشعر بنوع من الخدر الداخلي ، وعواطفها مضطربة ، ولم تعد تستطيع التركيز في شيء ، واصبح نومها صعباً وحتى لو نامت فهي ترى الكثير من الكوابيس ، ولم تعد بعض صور الحادث تفارق ذهنها.

ما الذي يحدث ؟

يعد الخوف من أهم المشاعر لتي تنتاب الانسان ، ويهدف هذا الشعور لتوليد حالة من تغير في التوازن للجسم و العقل نتيجة الشعور بالتهديد و الخطر ، بحيث يسعى الانسان لحماية نفسه ، ولكن في لحظات قد يكون هذا الشعور فوق طاقة الإنسان و أكثر مما يستطيع احتماله ، فتظهر اعراض الصدمة .

ما هي الصدمة ؟

حالة إنفعالية تأتي كأستجابة لحدث ما فوق طاقة احتمال الإنسان ، يرافقها إنفعال الجسم و العقل ، ومن ثم تظهر اعراض من القلق و الخوف ، مع شعور بالخدر الداخلي ، و تغير في القدرة على ممارسة انشطة الحياة اليومية ، وفقدان للتركيز و القدرة على التعامل مع المواقف التي تحتاج تركيز ، مع ذكريات للحظة الصدمة تقتحم تفكير الشخص .

هل يعتبر الشعور بالصدمة أمراً سيئاً ؟

كل أنسان من الممكن أن يواجه صدمة بسبب  موقف معين  مثل حادث سير او في تلقي خبر الاصابة بمرض خطير أو في ظروف الحرب ، لكن قد تكون شدة الحدث اعلى مما يستطيع الشخص احتماله ، فتظهر اثار الصدمة ، إلا ان الخوف غير المناسب يكون بشكل انفعال زائد عن ما يتطلبه الموقف ، أو متكرر بشكل كبير بسبب مواقف لا تستحق ذلك ،  و يستغرق فترة اطول مما يجب ، ويعيق ممارسة الحياة الطبيعية للشخص بمستوى معين .

ما يرافق الخوف من آثار :

  • كثرة الفحص و اللجوء للأطباء دون سبب حقيقي ( تسوق الطب )
  • الخوف من المرض بشكل مفزع ومبالغ به .
  • توهم اقل احساس جسمي بأنه مرض خطير .
  • عدم الابتعاد مسافات بعيدة كالسفر بالسيارة ، خوفاً من حصول مكروه و الموت .
  • قد يتطور الأمر لخوف في الاماكن العامة ، او خوف في الاماكن المغلقة .
  • الانزعاج المتكرر من اعراض الاختناق وصعوبات التنفس، سرعة نبضات القلب ، الدوخة .
  • الخوف المتكرر من التعرض للأذى سواء الجسدي او النفسي كالإحراج ، أو الموت ، أو فقدان السيطرة أو الوعي .

    كيف اتخلص من خوفي؟

    بما ان االخوف انفعال طبيعي فالهدف من علاج الخوف ليس التخلص من الخوف تماماً ، إنما الهدف هو :

  • تخفيف درجة انفعال الخوف .
  • تقليل عدد تكرار نوبات الخوف .
  • تقليص مدة الفترة لنوبة الخوف .
  • القدرة على التحكم و السيطرة على اعراض الخوف .
  • العودة لممارسة نمط الحياة الإعتيادي دون أي تجنب بسبب الخوف .

    معتقدات خاطئة حول الخوف :

  • يعتقد البعض ان تجنب مسببات الخوف الزائد عن الحد هو حل للمشكلة ، ولكن بالواقع فإن التجنب يزيد المشكلة ويفاقم الخوف ، ويسبب مزيد من التجنب ، ومع المدة يتغير روتين حياة الشخص و يصبح كل شيء مرتبط بخوفه .
  • يعتقد البعض ان الموت محقق بسبب الخوف ، والخوف في اعلى درجاته قد يسبب نوبة خوف ، ورغم ان نوية الخوف مزعجة ، لكنها تنتهي دائماً ، ولا تستمر إلا فترة قصيرة ، فهي كالفأر الذي تراه ربة البيت فقد يخيفها لكنه لا يسبب لها أي اذى .
  • يقول بعض المصابين بالخوف ، انا لم اكن جباناً في حياتي ، ولم اكن اخاف من شيء ، والواقع ان الخوف المبالغ به ليس جبناً ، وهذا له علاقه بطريقة ادراك الشخص للأمور ، فقد اصبحت بعض المواقف مثل المرض ، أو الطائرة ، أو تجمعات الناس تسبب للشخص الضيق بسبب طريقتة لتفسير الامور بان الامر( خطير ، مؤذي ، محرج ... )

     

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

اريد ان اغير سلوكي ولكن ؟؟؟

ماذا يحتاج الناس لتغيير سلوكهم ؟

1 ) مرحلة ما قبل العزم

يرغب الشخص بتغيير سلوك ما بسبب ضغط الاخرين عليه ، فالشخص لا يرى ان لديه اي مشكلة فعلاً ، ولذلك فالتغير بسيط وغير مستمر ، وقد يكون الشخص يرفض التغيير تماماً .

لتجاوز المرحلة ( مواجهة الشخص ، تسجيل وقائع ، التعريف بالعواقب ، الاستعانه بشهود ، القراءة أو مشاهدة اوضاع مشابهة )

2 ) مرحلة العزم

يشعر الفرد بوجود مشكلة ما ، ويكون هنالك الكثير من التسأل حول مشكلته ، وقد يحددها بدقه ، وقد يشعر الشخص انه قد لا يستطيع التغيير ، علماً ان هنالك اشخص يمضون عدة سنوات في مرحلة العزم دون محاولة حقيقية لمعالجة المشكلة .

لتجاوز المرحلة ( تجارب الاخرين ، السؤال و البحث ، القراءة ومشاهدة نماذج ، النعرف على عواقب الامور ، التحفيز الذاتي )

3 ) مرحلة التحضير

وهنا يعقد الفرد العزم بصدق على التعامل مع مشكلته ، لكن الفرد لم يتخذ اي خطوة بعد ، لكنه مستعد للبدء .

( البحث عن مصادر المساعدة ، البحث عن قصص مساعدة حقيقية ، البحث في مدى القدرة على التعامل مع المشكلة )

4 ) مرحلة العمل

وهي مثل الإنتقال من تشغيل محرك السيارة لقيادتها ، وتحمل هذه الفترة الكثير من الاساليب في طياتها للتعامل مع المشكلة ، من خلال تعديل اسلوب الحياة ، تعلم المهارات المناسبة ، تقليل عدد تكرارات المشكلة ، النظر في عواقب الأمور ، والتعرف على مثورات المشكلة للتعامل معها ، وقد يمر الشخص خلال هذة الفترة بعدة صعوبات او انتكاسات ، لكن المهم ان يسير حتى انهاء هذة المرحلة ليحقق النجاح.

( تعلم المهارات ، تدوين مسار هذة المرحلة للفائدة ، تقبل الانتكاسات البسيطة ، عدم الخوف من اي تراجع و الابقاء على السير للأمام )

5 ) مرحلة المحافظة

وسميت بذلك لسعي الشخص على المحافظة على ما تعلمه من مهارات أو ما تدرب عليه ، و ابقاء التقدم و التحسن الذي حققه خلال فترة العمل ، واهم ما يجب تعلمه في هذة المرحلة هو ( مهارات منع الإنتكاس ) ، وبذلك يحقق الشخص التقدم المرغوب و القدرة على التعامل مع السلوك الذي يرغب بتغييره .

( القدرة على التعامل مع المسببات ، مهارات معرفة مسببات التراجع ، الواقعية في تقبل الوضع ، نمط حياة مناسب )  

 




الدكتور يوسف مسلم

الدكتور يوسف مسلم

الدكتور يوسف مسلم

الدكتور يوسف مسلم

الدكتور يوسف مسلم