1. التبعية الدائمة لعبة نفسية عميقة في داخل الإنسان، وهي عكس الشعور بالاستقلالية، وهي بحد ذاتها مؤشر على الحاجة للحصول على التأكيدات والضمانات و التوجيهات من الآخرين، وفي حال لم يوجد آخرون للتوجيه نرى الشخص المعتاد على ذلك يبحث عن اي مصدر ليتبعه حتى لو كان كتاب خرافات.
التبعية في أصلها جيدة حين توجه للدين أو الأسرة، لكنها تصبح في قمة الأذى حين نراها أصبحت من عادة الإنسان في أي أمر وبدون عقلانية.

 

2. الانسحاب والتقوقع على النفس لعبة نفسية يقنع الشخص نفسه من خلالها انه بأمان، ولن يتعرض للأذى، ولكن يبقى يشعر في قرارة نفسه بألم الغربة والنقص، حيث انه يحاول تجنب الاعتراف لنفسه بأنه بحاجة للأخرين وانه يريد ان يكون متواصلا ومتفاعلا، ولم يلجأ للانسحاب الا بعد تعرضه للأذى، فحاول ان يكون بأمان.

 

3. من الغريب ان نفس الانسان قد تتعمد تعطيل احد الحواس في بعض الحالات وذلك لحل ازمة نفسية يعاني منها الشخص، مثل ان يفقد القدرة على السمع رغم انه سليم طبيا لكن اصل الصراع الذي يعانيه الشخص يحدث بسبب انه لا يريد متابعة الاستماع لمصدر يسبب له الضغوط ولذلك يحدث فقدان للسمع، وقد عرضت علينا بعض الحالات التي فقد فيها الاشخاص السمع أو البصر أو الاحساس، أو حتى تسببت في شلل عضو من اعضاء الجسم مثل اليد، أو حتى فقدان القدرة على الكلام، وكأن النفس تعترض بصمت الفم عن الكلام، ويحدث كل ذلك كطريقة لحل الصراعات النفسية العميقة او كطريقة لحل المشكلات والتهرب من الضغوط .

 

4. تقول الأنسة .....والتي سمحت لي مشكورة ذكر الموضوع لعموم الفائدة، لقد كنت اعيش مابين شاشة التلفزيون وقصص الأطفال في طفولتي، كبرت ولكن الحياة كانت تعاكسني، أو هذا ماكنت اظنه على الاقل، والآن وبعد فهمي للطريقة التي افكر بها واسلوب حكمي على الاشياء، اعتقد اني كنت اعيش في عالم الكرتون، ومعايير "سنان "أو فرضيات "بل وسبستيان " أو قواعد "جرندايزر "هكذا عشت طويلا حتى بلغت هذا العمر، لقد تقمصت قصص الاطفال وتوقعت الناس ان يكونوا كما في القصص وكنت دائما انتظر النهايات السعيدة.

 

5. برغم دقة خلق الدماغ، ومهما بلغ مقدار تعقيد بنائه ووظائفة ، فما هو الا جهاز عضوي، وكما قد يحسن العمل، فقد يحدث خطأ في توظيفه، او في عمل الوظائف المرتبطة به، فرغم مركزيته في ادارة عمل الاعضاء والافكار والمشاعر الانفعالات، الا انه في حال تغير في طريقته اداره اي من هذه المكونات، فمعنى هذا ان يضطرب ذلك المكون، وبدل ان يحقق هذا المكون وظيفة عملية، فإنه سيصبح معيقا لوظيفة ما.