الرعاية النفسية

الرعاية النفسية

الدكتور يوسف مسلم

بسم الله الرحمن الرحيم

الرعاية النفسية                                                                               

  إن الصحة الجسدية من أهم ما يعتني به الناس ، و العلاقة بين صحة الجسد و صحة النفس وثيقة ،وصحة النفس تتأثر بالخبرات و الصعوبات التي يواجهها الشخص ، كما قد تؤثر على الانفعالات و السلوك اليومي بصورة كبيرة ، وبالتالي نمط الحياة الخاص بالشخص، فهذا يعني أن الاهتمام بالوضع الجسدي لا يشكل أكثر من نصف عملية الرعاية الصحية ، فالنصف الآخر للرعاية ، هو الرعاية النفسية .

ما الذي يحدث ؟

  يتفاعل الإنسان مع الحياة و ظروفها من خلال خبراته و تجاربه ، و طريقته في التفكير تؤثر على مشاعره وسلوكه ، وتغير في نمط حياته ، ومن الطبيعي في كثير من الأحيان أن تتقلب ظروف الحياة ، وقد تمر على أي إنسان أوقات صعبة ، وفي هذة الفترات العصيبة تصبح ردود فعل الإنسان مختلفة عن الظروف العادية ، خصوصاً عند التعرض لأحداث مؤثرة ، أو لدرجات عالية من الضغوط النفسية .

المختص بالرعاية النفسية يقدم المشورة :

  إن مقدم الرعاية النفسية ليس قاضياً ، أو حكماً ، فهو لا يلوم الشخص المنتفع من تقديم المشورة ، و لا ينظر له كشخص ضعيف ، أو غير كفؤ ، فهدف مقدم الرعاية الدخول لعالم المنتفعين بطريقة مهنية ، وفهم العالم الداخلي للمنتفع ، ورؤية الأحداث ، و الأحكام ، و المشاعر ، و ردود الفعل من وجهة نظر المنتفع ، لمساعدته في إدراة العقبات الانفعالية ، و الضغوط النفسية ، بهدف رفع درجة التكيف وتحسين نوعية الحياة.

تقديم المشورة :

  من أهم أهداف تقديم المشورة رعاية الشخص المنتفع ، بسماعه يعبر عن نفسه و أفكاره و مشاعره ، وتفهم ردود فعله ، سعياً لتمكين الشخص من التكيف و إدارة العقبات النفسية ،من خلال تطبيق مهارات متخصصة ، للوصول للإحساس بالأمان ، و الإسترخاء ، مع  ردود الفعل المناسبة للمواقف و الأحداث ، و التفاعل مع الحياة اليومية ، و الاجتماعية ، والعملية بجوانبها المختلفة بشكل أفضل .

 

 

أشكال تقديم المشورة :

يتم تقديم المشورة النفسية ، حسب طبيعة الحاجة لهذة المشورة ، من خلال :

  • جلسات فردية للمنتفع ، توفر له المشورة المتخصصة و المباشرة و الشخصية .
  • جلسات جماعية للمنتفع و أسرته ،أو الأقارب لتقديم المشورة المناسبة لرعاية المنتفع ، وتقديم الدعم المناسب له بطريقة صحيحة .
  • جلسات جماعية لعدد من المنتفعين ، لتبادل الخبرات و تقديم الدعم من قبل أفراد المجموعة .
  • جلسات تقييم متخصصة (اختبارات ذكاء ، شخصية ، ....) للمساعدة في تقديم الرعاية النفسية الصحيحة .

لمشورة أفضل :

   تأكد أخي و أختي المنتفعين من المشورة ، أن من يقدم المشورة لكم هو أخصائي و متخصص في المجال الذي تريدون الانتفاع منه ، كما أنه يحمل ترخيص مزاولة المهنة من قبل وزارة الصحة و الجهات الرسمية المختصة لتقديم الاستشارات، وكما تعرفون فإن الوضع النفسي يحمل من الحساسية أضعاف الجانب الجسدي.

 

ماذا يحتاج الناس لتغيير سلوكهم ؟ Text Box: أريد أن أغير سلوكي ولكن ؟؟؟

المراحل التي يمر بها الناس لحدوث التغيير السلوكي

1 ) مرحلة ما قبل العزم :

يرغب الشخص بتغيير سلوك ما بسبب ضغط الآخرين عليه ، فالشخص لا يرى أن لديه أي مشكلة فعلاً ، ولذلك فالتغير بسيط وغير مستمر ، وقد يكون الشخص يرفض التغيير تماماً .

لتجاوز المرحلة ( مواجهة الشخص ، تسجيل وقائع ، التعريف بالعواقب ، الاستعانه بشهود ، القراءة أو مشاهدة أوضاع مشابهة )

 

 

2 ) مرحلة العزم :

يشعر الفرد بوجود مشكلة ما ، ويكون هنالك الكثير من التساؤول حول مشكلته ، وقد يحددها بدقه ، وقد يشعر الشخص أنه قد لا يستطيع التغيير ، علماً أن هنالك أشخاص يمضون عدة سنوات في مرحلة العزم دون محاولة حقيقية لمعالجة المشكلة .

لتجاوز المرحلة ( تجارب الآخرين ، السؤال و البحث ، القراءة ومشاهدة نماذج ، التعرف على عواقب الأمور ، التحفيز الذاتي )

3 ) مرحلة التحضير

وهنا يعقد الفرد العزم بصدق على التعامل مع مشكلته ، لكن الفرد لم يتخذ أي خطوة بعد ، لكنه مستعد للبدء.

( البحث عن مصادر المساعدة ، البحث عن قصص مساعدة حقيقية ، البحث في مدى القدرة على التعامل مع المشكلة )

4 ) مرحلة العمل :

وهي مثل الانتقال من تشغيل محرك السيارة لقيادتها ، وتحمل هذه الفترة الكثير من الأساليب في طياتها للتعامل مع المشكلة ، من خلال تعديل أسلوب الحياة ، تعلم المهارات المناسبة ، تقليل عدد تكرارات المشكلة ، النظر في عواقب الأمور ، والتعرف على مثورات المشكلة للتعامل معها ، وقد يمر الشخص خلال هذة الفترة بعدة صعوبات أو انتكاسات ، لكن المهم أن يسير حتى إنهاء هذة المرحلة ليحقق النجاح.

( تعلم المهارات ، تدوين مسار هذة المرحلة للفائدة ، تقبل الانتكاسات البسيطة ، عدم الخوف من أي تراجع و الإبقاء على السير للأمام )

5 ) مرحلة المحافظة :

وسميت بذلك لسعي الشخص على المحافظة على ما تعلمه من مهارات أو ما تدرب عليه ، و إبقاء التقدم و التحسن الذي حققه خلال فترة العمل ، وأهم ما يجب تعلمه في هذة المرحلة هو ( مهارات منع الانتكاس ) ، وبذلك يحقق الشخص التقدم المرغوب و القدرة على التعامل مع السلوك الذي يرغب بتغييره .

( القدرة على التعامل مع المسببات ، مهارات معرفة مسببات التراجع ، الواقعية في تقبل الوضع ، نمط حياة مناسب )

أخصائي علم النفس السريري

يوسف مسلم

الدكتور يوسف مسلم

الدكتور يوسف مسلم

الدكتور يوسف مسلم

الدكتور يوسف مسلم

الدكتور يوسف مسلم