جدليات

جدليات

الدكتور يوسف مسلم

جدليات لتعليم العلمانية العلم:

ولد سقراط بحسب التوقع التاريخي في عام ( 469 قبل الميلاد) وعاش 62 عاماً شمسية، والغريب أن سقراط ما ترك كتابات أو صحف، بل كل ما وردنا عنه هو تراكم تراثي لما قاله أفلاطون تلميذه عنه، ولاحقاً تلميذ تلميذه زينوفون في كتابه سمبوزيوم الذي تحدث فيه عن سقراط.

يوصف سقراط بأكثر الرجال حكمة في العالم القديم، وشكل منهجاً يوصف بالمنهج السقراطي خاص بتوليد الأسئلة والتفكير والقياس العقلي والمنطق، واسهامات المنهج السقراطي اقتحمت الفلسفة والعلوم والتربية وحتى علم النفس المعرفي، وخاصة الافتراضات الأساسية في العلاج المعرفي، وطريقة الحوار السقراطي، والاكتشاف الموجه المبني على أساسها.

أما حول كيف نرى العالم بناءً على داخلنا وأفكارنا اعتمد على الفلسفة الاغريقية أيضاً.

إن شطب سقراط من التاريخ معناه تهاوي المنهج السقراطي الذي أسس على أساسه فلسفات وعلوم مختلفة منذ 400 ما قبل الميلاد وحتى 2020 ميلادي وهو العام الذي نحن فيه.

إن كنتُ أريد إستخدام منهجيات التشكيك التي استخدمها العلمانيين في المس بالبخاري ومسلم ونقل الحديث النبوي، فيمكنني استعارة الأسلوب بالتشكيك بوجود شخص اسمه سقراط من الأصل، ويمكنني طرح الاسئلة التالية:

- كيف لسقراط الذي لم يكتب مخطوطاً أو كتاباً أن ينقل علمه؟ وكيف يدعي من نقل عن سقراط أن هذا كلام سقراط رغم عدم وجود كتب لسقراط؟

-كيف نتأكد أنه لم يتم تحوير كلام سقراط أو الإدعاء عليه بكلام ما قاله بعد 2500 عام؟

-هل ما تصوره أفلاطون حول سقراط هو ما قاله أفلاطون؟ وبالتالي ليس هو ما قاله سقراط حقاً؟

-بعد أفلاطون كتب زينوفون عن سقراط فهل هي تصورات زينوفون عن أفلاطون عن سقراط؟ وبالتالي ما عرضوه هو تصوراتهم لكنهم نسبوه لسقراط؟

-كيف سقطت أسماء الفلاسفة والعلماء بعد زينفون لمدة 500 عام تقريباً ثم عاد فلاسفة بعد 500 عام يتحدثون عن المنهج السقراطي وكأنهم شاهدوا سقراط للتو؟ ثم كيف استمر تناقل فلسفة سقراط 2500 عاماً شمسية دون تحريف أو ادعاء؟

-وأخيراً أين خطب الجمعة ( محاضراته وعروضه الفكرية) التي لم تدون رغم أن تلاميذ سقراط نقلوا بعض أفكاره التي شكلت منهجه في أذهانهم وأذهاننا لكنهم ما نقلوا محاضرة أو خطبة كاملة؟

أعتقد أن العيش في منهج التشكيك لهو أمر فظيع، فلماذا عندما نتحدث عن الفلسفة لا نمحص لكننا نرى الكثيرين من المشككين بالمنقول في الدين.

والله في هذا اليوم ونحن مـُقبِلون على ذي الحجة، وهي من أعظم أيام تعظيم الله بعد يوم عرفة، والله ما أخشي على هذا الدين العظيم، فقد تعهد الله بحفظه، لكن أدعوا المشككين ليخشوا الله على أنفسهم، فقد رأينا من عظمته كيف أن أهون مخلوقاته كان سبباً في إغلاق أبواب الأرض في الحياة الدنيا، فاحذروا قبل إغلاق أبواب الآخرة.

د. يوسف مسلَّم

اختصاصي العلاج النفسي

 

الدكتور يوسف مسلم

الدكتور يوسف مسلم

الدكتور يوسف مسلم

الدكتور يوسف مسلم

الدكتور يوسف مسلم